قصيدة لأنيس شوشان "سلام عليكم و علينا سلام ..."

 سلام عليكم و علينا سلام ،سلام اليكم و الينا سلام ،سلام على من رد السلام ،وسلام حتى على من لم يرد ،سلام باسم رب السلام رب العباد الله الصمد ،سلام ترعرعنا فيه ،سلام معجون بأرض هذا البلد ،سلام ما عدنا نسكن فيه ،سلام ما عاد يسكن فينا، سلام نراقبه و هو يحزم حقائبه ليهجر رويدا رويدا أراضينا ،و يحل محله تسليم و استسلام لتأسلم لا إسلام فيه، كأن إسلام اجدادنا ما عاد يعنيه ،أتدرون لم يهاجر منا السلام، أتدرون لم يعمل فينا الظلام ،ببساطة لأننا مجتمع يخاف ،نحن مجتمع يخاف الاختلاف ،كلماتي لن تعجب بعضكم او جلكم او كلكم اعرف، لكنني ساقولها لانني رافض ان اكون من الخراف، نحن مجتمع يرفض الاعتراف، انه مجتمع يعيش التخلف، نحن مجتمع يصيح بكل صفاقة و يدعي انه حامل لفكر مختلف، نحن مجتمع يهوى التعالي من فراغ ،و يدعي انه مجتمع مثقف، يا ويلي ما هذا القرف، فقبول الاختلاف عندنا ليس الا غلاف، اختلاف اللون يؤذينا ،اختلاف الشكل يؤذينا، اختلاف الفكر يؤذينا ،اختلاف الدين يؤذينا ،حتى اختلاف الجنس يؤذينا، لذا نحاول اغتيال كل اختلاف فينا، تحولنا لبعضنا سما دعاث، نحن مجتمع احمق من الحمق ،نعم نحن مجتمع احمق من الحمق، نتنازع على التفاهات و الثراهات و الخرافات ،و نرفض دوما ان نغوص في العمق، و لا ابرئ أحدا لا، لا مدنيين و لا ساسة، لا من يستكين لبلادة الصمت ،و لا من يدعي فينا القداسة ،لا من يتبع الغرب كالاعمى ،و لا من يريد إعادة امجاد الخلافة و النخاسة ،و لا تقطيع الأرجل من خلاف ،دعونا اليوم نجرب ان نغوص في اعماقنا، دعونا نجرب ان نعانق ارواحنا، دعونا نجرب ان نعانق في الارواح اختلافاتنا ،ها انا أمامكم بلوني، بشَعري بشِعري باطواري بأفكاري، انا لا اخافكم، انا لا اخاف اختلافكم عني لانني منكم و لانكم مني ،دعونا نخلق فن، دعونا نغوص في الحلم لنرسي ثقافة بلا سخافة، ليكون الرقي فينا هو اسمى خلافا ،دعونا ندوب الاعراف و الاجناس و الاطياف و الافكار الالوان و الاديان و لا نرى سوى الانسان